لماذا نقوم بقضم أظافرنا؟

لماذا نقوم بقضم أظافرنا؟

يمكن لهذا أن يحدث في أي مكان. قد تكون جالسًا تنتظر دورك في عيادة طبيبك، أو ربما تدرس في البيت استعدادًا لامتحان مهم، وعندها، ودون أن تشعر بذلك حتى، تصبح أطراف أصابعك داخل فمك حيث تقضمها أسنانك.

حتى الأشخاص الذين يميلون إلى فعلها يرون أن قضم الأظافر عادة قذرة، ولكن هذا لا يحدّ أبدًا من انتشارها. يقرّ 20% إلى 30% من الأشخاص أنهم يقضمون أظافرهم بشكل منتظم. على الرغم من أن أسباب هذا السلوك تختلف، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن معظم الأشخاص يفعلونها لأنهم يحتاجون إلى دعامة نفسية، وليس لأنهم يحبون أن تكون لهم أظافر قذرة ومهترئة.

وفقًا لكيرون أوكونور Kieron O’Connor، الباحث في المعهد الجامعي للصحة العقلية في مونتريال، فإنه لا يوجد مزاج واحد يرتبط بقضم الأظافر. يقول أوكنور: “يظن الناس أنك تقضم أظافرك فقط عندما تعاني من الضغوطات، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالناس سيقضمون أظافرهم عندما يشعرون بالملل وعندما يكونون لوحدهم أيضًا.” قضم الأظافر يعطي شعورًا جيدًا (على الأقل بشكل معتدل)، ولذلك عندما لا يجد الناس ما يفعلونه، أو عندما يريدون تجنب أداء المهمات التي بين أيديهم، فإنهم يضعون أظافرهم في أفواههم بحكم العادة. يحدث هذا الشيء نفسه عندما يشعر قاضمو الأظافر هؤلاء بأنهم يرزحون تحت الضغوطات، أو عندما يسترجعون موقفًا ما يسبب لهم الإحراج. في كل الأحوال، يٌستخدم قضم الأظافر كمنظم للمزاج: أداة لتشتيت الانتباه أو للحصول على راحة مؤقتة أو تحفيز مؤقت عندما تظهر مشاعر غير مرغوبة.

في دراسة شارك أوكنور في كتابتها، وُجد أن قضم الأظافر يكون أكثر شيوعًا بين المثاليين Perfectionists. بعد التحدث مع 48 مشاركًا في الدراسة، نصفهم لديهم اضطراب عرّات Habit Disorder (اضطراب العرات هو مصطلح طبي يشير إلى تلك الحالات حينما يقوم الشخص بتكرار فعل معين وكأنه خارج عن سيطرته ]المترجم[) مثل قضم الأظافر، أما النصف الآخر فلا، وجدوا أن قاضمي الأظافر كانوا يميلون إلى أن يكونوا مثاليين في التنظيم، أو أنهم كانوا يميلون إلى التخطيط المبالغ فيه والعمل الزائد، وأنهم يشعرون بالضيق عندما لا يجدون ما يكفي من العمل. يقول أوكنور: “عندما يكون الشخص مثاليًا، فإنه يصاب بالملل والإحباط بسهولة ويُلزمون أنفسهم بمعايير أعلى. إنهم يخططون بشكل مبالغ فيه، وعندما لا يستطيعون أن ينجزوا كل ما يخططون له يشعرون بالفشل.”

إذن، ما هو السر خلف قضم الأظافر تحديدًا والذي يجعل بعض الأشخاص يتجهون إلى هذا السلوك حينما يصيبهم شعور غير جيد؟ مثل العديد من عاداتنا السيئة، قضم الأظافر هو تكيف تطوّري يُبالغ الشخص في فعله. كان البشر يقومون بالتبرج وتزيين أنفسهم حتى قبل وجود الممرات المليئة بمنتجات التجميل، وهذا يشمل التخلص من الأظافر الزائدة. ولكن حتى قاضمي الأظافر ذوي الأظافر القصيرة ينخرطون في هذا السلوك: يستخدمون قضم الأظافر في محاولة للحصول على المكافأة العقلية التي تربطها أدمغتنا بالتبرج من دون أي فائدة جمالية.

يتجلى قضم الأظافر في مراحل مختلفة من الشدة. في أشد الحالات هنالك قضم الأظافر القسري Onychophagia، وهي حالة تستدعي التدخل الطبي. فكما هو الحال في تقشير الجلد ونزع الشعر، قد يكون قضم الأظافر أحد أعراض اضطرابات العرات التي تتمركز حول الجسد. عندما يبلغ الأمر بالشخص إلى إيذاء نفسه بقضم أظافره باستمرار، فهو غالبًا ما يحتاج إلى مختص في الصحة العقلية ليساعده في التخلص من سلوكه هذا.

أما بالنسبة لأغلب الناس، فقضم الأظافر مجرد عادة مزعجة يصعب عليهم التخلص منها، مهما بلغ حجم رغبة الأشخاص المتقززين من حولهم في أن يتخلصوا منها.


ترجمة: علي الحاجي @AliHajji93

المصدر: http://mentalfloss.com/article/550535/why-do-we-bite-our-nails

ضع تعليقك